البروفيسور مزيج من الثقافة العامة والعلوم وفنون التسويق في الحياة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية وجزء من الطبيعة والغذاء

من هم الوحوش البشرية؟

476

تمر علينا الساعات ونحن في حيرة من أصحاب التوحش البشري ومن غريزتهم المفتوحة للتنمر وإزدراء الآخرين والإنتقاص من كرامتهم!

هذا الشعور لا يؤثر إلا بمن كان إنساناً خالصاً!

فليس كل إنسان إنساناً، الإنسانية مفهوم عميق وشعور نبيل ولا تنحصر بعرق أو دين أو طائفة أو لغة، وإذا انعدمت الإنسانية في ذات الإنسان أصبح وحشاً كاسراً لا يحتكم لعقلٍ ولا يردعه قانون ولا يخاف من إلهٍ.

الوحش البشري هو ليس وحشاً كاسراً بل هو شيطاناً كاسراً لا يترقب من أحد إلاًّ ولا ذمة!

بل يريد منهم أن يركعوا له من دون الله سبحانه، ومن يركع لله عزّ وجل كما أراد الله سبحانه

فإن هذا الشيطان البشري سيرسل وحوشه لتأديب هذا الإنسان الذي سوَّلت له نفسه أن يسبح لله عز وجل من دونها.

كم من أحلام حطمت؟

وكم من مشاريع هدمت؟

وكم من أفكار سرقت وكم من شخص أستهزئت وأهنت وضحكت وانت متمثل بعبائة الدين و الإنسانية ؟

كيف تعرف المتوحش من حولك؟

من اسوء وأوضح الأفعال التي قد يفعلها الشيطان البشري هوتحطيم أحلام الآخرين وهدم مشاريعهم والاستهزاء بشخوصهم والانتقاص من قدرهم وقدراتهم.

ماذا يعني أن تستهزأ بالآخرين وتسعى لتحطيم أحلامهم وتجديفها؟ ماذا يعني أن تسخر من إنسان ضعيف لتُضحك الآخرين عليه؟ هل سألت نفسك يوماً هل حقّاً أنك من فصيلة الإنسان؟

الإقامة الدائمة للمتوحش؟

تجده مقيم إقامة دائمة في وسائل الإعلام والمواقع الريادية ليعطيك دروساً في الإنسانية ومن زاوية تراه يتصدر حضور المصلين في الصفوف الأولى وإذا أجتمع أما الناس لسانه حديث نبوي وقرآن ناطق!

وهو كالعاهرة تماماً التي تُحاضر في الشرف دون أدنى حياء أو وجل.

ماهي ملابس الوحش البشري؟

كما أن المسخ البشري القذر في مجتمعنا الحديث يستظل بمظلة الدين فيتخذه ملبس ليواري سوء عمله ليحفظ مصالحه المادية والمعنوية فتراه فيأخذ الدين وسيلة لإرضاء الناس من حوله وأرضاء نفسه بتكفير ذنوبه وخطيئته

كثيرون هم الذين ينتمون لفصيلة الإنسان ويأكلون ويتزاوجون ويتكاثرون وينطقون بعبارات ساحرة ذات جمالٍ فائقٍ، وينسجون كلمات رائعة تطرب أُذنيك لسماعها، وتدهشك خطاباتهم الرنانة، ويستحوذ عليك تفكيرهم الفذ

وربما يحملون شهادات ذات قيمة ومن أعرق الجامعات، لكنهم ومع هذا كله ليسوا من بني الإنسان، لأنهم يسعون لقتل أحلام الإنسان البسيط ووأد طموحاته ويسخرون من الضعفاء

لكنهم يشجعون الأقوياء تملقاً ويحترمونهم عنوة.

هل سألت نفسك يوماً ما موقفك من هؤلاء؟

رأس مال المرء الكريم كرامته. كل شيء قد يتحمله الإنسان إلا الإهانة المتعمدة والإذلال المقصود.. فالإنسان بلا كرامة ناقص الإنسانية بل عديمها.

قد يتحمل الإنسان المرض، والجوع، والفقر، ولكن الإهانة طعمها مر لا تُسيغه نفس الحر الكريم حتى وإن أدى الأمر أحياناً به إلى التلف.

فكثيرون عبر التاريخ دفعوا حياتهم ثمناً لكرامتهم وماتوا وهم شرفاء.

أما الذين لا كرامة لهم فهم يموتون كل يوم مرة أو مرتين بل ربما أنهم أموات حتى وإن كانوا أحياء أصحاء يتمتعون بصحة تفوق صحة البغال.. لأن هؤلاء بكل بساطة ولدوا بلا كرامة ومن ثم فإن مناطق الإحساس لديهم ميتة.

وقديماً قال المتنبي:

ما لجرح بميت إيلام

الموقف كما يقوله لسان الحال ؟!

اما أنت ايها الانسان القذر فقذارتك في دخلك لاتوازن شيء فيك ولاينظفها الماء أو الصابون فالانسان القذر لايفقه هذا الكلام لالانه تمكن منه التسلط والغرور والكبرياء فما أكثر هذه القذارة بداخله

فيغتسل فلا يشعر بالراحة والنظافة إلا ثوانٍ معدودات فيبقى في قلق انه نظيف أو قذر

وفجأة يلتفت أنه مذنب فيصلي ويستغفر وهو بكامل قناع الخشوع ويدعو من كل قلبه المتعفن صيحات المظلومين من تسلطه وتكبره وغروره وانحطاطه الأخلاقي

باستخدام قوانينه الباطلة ونفوذه المنحطين إخلاقيا ان يغفر له الله!

يغفر لك ربك عندما تغسل نفسك تمامًا مثلما تغسل جسدك ولو لمرة واحدة!

ولكن لايفقه قذارة نفسه، فهو ذلك الإنسان المريض بقذارة جسده وسيظهر الله قذارة نفسه على إيدي من توحش عليهم ومن استغل فقرهم وجوعهم

هذا الانسان القذر!

رأيتهُ ومشيت معهُ ورأيت وشمية قذارته التي عاش ومات فيها، فلينظر كل منا بعينا بصيرته كي لا تكون نهايتنا كنهايته تسقطون في هوة القذارة قبل ان تسقطوا في قبرٍ مظلم.

والشخص الظالم لا يعتقد بانه ظالم بل يعتقد بانه دائما علي حق وأنه لا يظلم

فيجب علينا ان نقف أمامه ونواجهه حتي لا يتمادي في ظلمه وافتراءه وليس معني ان الحظ العاثر قد أوقعنا فيمن لم يرعوا حقوقنا اننا لن نلتقي الا بأمثالهم في الحياه

فالخير والعدل موجود في الدنيا وأهل الإحسان اكثر من أهل الجحود ونكران الجميل وتأكد دائما ان عداله السماء سوف تقتص منه يوما ما.

حسين المؤلف – تابع على الانستقرام

1 Comment
  1. علي says

    أحسنت ابا علي ، هذه ظاهرة منتشرة في كل مكان ، يحتاج الإنسان ان لا يكون كالإمعّة و أن يفكراً ملياً تجاه أي شخص و أي حزب و أي جماعة ، التي تدس السموم بالعسل ، و لا تراعي إلا وجاهتها ، و لا تفكر إلا بأهدافها و لو على حساب المئات من الناس الأبرياء

Leave A Reply

Your email address will not be published.

كيف يمكننا مساعدتك
1
  • Item added to cart
1
السله
الملح البحري
الملح البحري
Price: 1.000BD
- +
1.000BD
    Calculate Shipping
    سيتم تحديث خيارات الشحن أثناء السداد.
    Apply Coupon