من تراثنا الشعبي “الدارسين”
من بين المواد المهمة المستخدمة في اكلاتنا الشعبية هي مادة “الدارسين” التي تدخل في العديد من اكلاتنا الشعبية المالحة والحلوة. ويدخل الدارسين المطحون كشراب يقدم كالشاي في الأفراح، وكما اتذكر فإنه يقدم عندما يذهب بالعريس بعد الزوال إلى عين عذاري مع ثلة من اهل الفريق لغرض تحميمه وتنظيف جسمه وإزالة الشعر الغير مرغوب فيه، ويعم الخير من حضر فتكون النورة حاضرة وبالمجان لمن يرغب في إزالة الشعر الغير مرغوب فيه.
حيث المادة الأساسية لقص الشعر هو الزرنيخ وليست النورة. وهذا المثل يضرب لنسب الشيء المنجز لغير أصحابه الحقيقين. في ذلك اليوم يقدم شاي الدارسين مع غيره كمشروب للحضور. وفي تراثنا الغذائي يرش الدارسين المطحون على كاب الهريس في المطاعم المشهورة بتقديم الهريس ومنهم مطعم أولاد خمدن في سوق المنامة بالقرب من سوق الصفافير.
ماهو أصل كلمة دارسين ومن أين تستخرج؟
وأصل مفردة دارسين كما يقول الباحث الكويتي الدكتور يعقوب يوسف الغنيم ” دار صيني”. كما هو موجود في الكتب ا
لقديمة. كما يسمى الدارسين ب ” القرفة”. حيث من المعلوم إنه يؤخذ من نوع معين من لحاء بعض الشجر. ومفردة القرفة مشتقة من القرف الذي يعني من كل شيء قشره. تستخرج مادة الدارسين من لحاء نوع معين من الشجر موجودة في سيرلانكا وغيرها من الدول الاسيوية.
تطلق على أعواد القرفة وتسمى دار صيني، وتعني اخلشب الصيني، وهي لحاء بعض األشجار، توجد في جزيرة سيلان، تشبه شجرة الرمان، سميت قرفة أي القشرة، وقشر الرمان يقال له قرف جمعه قروف، والدارسين ّ بنية اللون تنزع من جذع الشـــجرة تضاف الى البهارات، او تطبخ بالماء فقط ويتخذ منه شـــايا ويسمى چاي دارسني، يزعم العامة ان الدارسين هي دموع آدم انهمرت من عينيه بعد الخلطيئة ثم جفت أو زرعت أشجارا ونزع منها ذلك اللحاء.
من الموسوعة الكويتية المختصرة لحمد السعيدان
